Thursday, February 13, 2014

موضوع تويتر لا يصلح لنا ! امة اقرا




بقلم خلف الحربي



للأسف لا يمكن القول بأن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا تويتر في السعودية بمعدلات هي الأعلى في العالم يمكن أن ترفع سقف حرية الرأي وترسخ قيم احترام حق الاختلاف، فالظاهر للعيان حتى الآن أن قسما هائلا من السعوديين حولوا هذه الوسائل الحديثة إلى أسلحة لقمع بعضهم البعض وتبادل الشتائم والاتهامات المجانية، والمسألة ليس لها علاقة بحدة الخلافات بين أتباع التيارات الفكرية لأن هذا القمع اللفظي يمكن أن يأتي ردا على آراء ليست بالضرورة سياسية أو فكرية بل هي تأتي حتى حين يبدي أحدهم رأيه الشخصي في مباريات كرة القدم أو المسلسلات التلفزيونية.
وإذا كان مجلس الشورى أمس قد ناقش مسألة تورط بعض الموظفين الحكوميين والقضاة والأساتذة الجامعيين في الكرنفال الوطني للشتائم التويترية فإن ما فات على أعضاء مجلس الشورى بأن الهجوم التويتري يأتي ضد أي كان ولأي سبب كان، فلو قلت على سبيل المثال إنك في إسطنبول يمكن أن تشاهد في كل شارع رجالا يقبلون النساء جهارا نهارا، لشتمك بعض المتأسلمين نصرة لأردوغان !، ولو قلت إن الصحافة المصرية اليوم عادت ألف عام للوراء لشتمك بعض المتلبرلين نصرة للسيسي!.
لو امتدحت إنجازا لأحد الأجهزة الحكومية سيتهمك الكثير من المغردين بالتطبيل مدفوع الثمن، ولو انتقدت إخفاقا حكوميا ما سيتهمك مغردون آخرون بأنك تزرع الفتنة، لو أبديت إعجابك بمطار دبي سيشتمك بعض المغردين ويقولون بأنك قبضت بالدرهم، أما لو امتدحت الخطوط القطرية فسيشتمك مغردون آخرون بأنك قبضت بالريال، لو قلت بأن بشار الأسد ديكتاتور سيغضب عدد من المغردين لأسباب طائفية ولو قلت بأن صدام حسين ديكتاتور سيصب مغردون آخرون جام غضبهم عليك لأسباب طائفية أيضا، رغم أن هذا وذاك بعثيان ولا علاقة لهما بمتعصبي الطائفتين!.
حتى حين يتعلق الموضوع بكرة القدم فإنني أتحداك أيها المغرد العزيز أن تقول رأيا شخصيا لا تتدفق بعده سيول الشتائم، فلو قلت على سبيل المثال إن سامي الجابر لا يفقه في التدريب سوى عبارة: (شدوا حيلكم يا شباب) سيشتمك الهلاليون ظنا منهم أنك حاقد على الفريق الأزرق، أما لو قلت بأن جمهور النصر أفسد إبداعه هذا الموسم حين كتب كلمة (كحيلان) خلال مباراة الفيصلي لأن مثل هذه السلوكيات تضع الفرد فوق الجميع في لعبة يفترض أنها جماعية سيشتمك النصراويون ظنا منهم أنك هلالي مندس!.
باختصار تويتر وبقية وسائل التواصل الاجتماعي لا تصلح لنا فقد ابتكرتها شعوب تدرك أن الاختلاف هو سر الإبداع ومفتاح التقدم، أما نحن فقد اعتدنا سنين طويلة على التلفزيون الواحد والجريدة الواحدة والمنبر الواحد والمجلس الكبير الذي يتحدث فيه شخص واحد فقط، وحين جاءت الفرصة ليتحدث الجميع بحرية لم نعرف ما نقوله لمن يختلف معنا فاتجهنا لشتمه، الشتيمة عندنا وجهة نظر وعلى المشتوم أن يتقبلها بصدر رحب أو أن يرد عليها بأسوأ منها.. هذه هي قواعد الحوار في تويتر وسوف تستمر على هذا الحال ما دمنا نعتقد أن أي فرد يمكن أن يشتري الحرية من محل لبيع الجوالات!.







No comments:

Post a Comment