Tuesday, February 11, 2014

موضوع عيد الحب ****الفالنتاين امة اقرا


عيد الحب ****الفالنتاين
بسم الله الرّحمن الرّحيم

عيد الحبّ فالنتاين


بسم الله ... الحمد لله الّذي تنزه عن الشّركاء والأنداد، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمد خير المصطفى من العباد، وعلى آله وصحبه وكل من حارب المبتدع من الأعياد وبعد:
قال -تعالى-: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا} [الإسراء: 32].

أيّها الأحبة:
في السّنوات الأخيرة انتشرت في بعض مجتمعاتنا الإسلامية -ولا سيما- بين الشّباب والفتيات، ظاهرة تمثلت في: تقليد النّصارى في الاحتفال بما يسمى عيد الحب!!!....

موقف الإسلام من الحبّ

أيّها الإخوة والأخوات: لا يوجد دين يحثّ أبناء ه على المحبة والمودة والتآلف كدين الإسلام... قال -عليه الصلاة والسلام-: «إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه أنّه يحبّه» [رواه الألباني 417 في السّلسة الصّحيحة وقال: حسن صحيح].
بل أنّ المسلم تمتد عاطفته لتشمل كلّ شيءٍ، حتى ما نسميه بالجماد وغيره...
تنبيه: لا يوجد شيءٌ في الإسلام اسمه جماد، بل كلّ شيءٍ في الإسلام فيه حياةٌ، يسبح الله تعالى ويذكره، قال -عزّ وجلّ-: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44].

فتنبهوا إلى هذه الحقيقة!!!...
فهذا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، يبادل جبل أحد المحبة، فقد قال -عليه الصّلاة والسّلام-: «وهذا أحد. وهو جبل يحبّنا ونحبّه» [متفق عليه]. ثم إنّ الحبّ في الإسلام، ليس محصورًا بوقتٍ معينٍ، أو في صورةٍ واحدةٍ، فالحبّ في ديننا أعمّ وأشمل من الحبّ بين الرّجل والمرأة، فهناك أنواع من الحبّ أعظم وأسمى، فهناك حبّ الله -تعالى-، وحبّ رسوله -عليه الصّلاة والسّلام-، وحبّ آل بيته الأطهار وصحابته الكرام -رضي الله عنهم-، وحبّ أهل الخير والصّلاح، وحبّ الدّين ونصرته، وحب الشّهادة في سبيل الله -عزّ وجلّ-..

وهناك أنواع من الحبّ كثيرةٌ، فمن القصور تضييق هذا المعنى الواسع على هذا النّوع من الحبّ (وهو الحب ين الرجل والمرأة).

حقيقتان يجب التّركيز عليهما

أولًا: إن الإسلام دينٌ كاملٌ غير ناقصٍ... وكل ما عداه باطلٌ...
كيف لا...؟؟؟ وهو الّذي رضي الله -تعالى- لنا به دينًا... قال -عزّ وجلّ-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3].
فلسنا بحاجةٍ إلى ما يسمى بعيد الحب؛ لأنّه ليس من الإسلام في شيءٍ.

ثانيًا: لابد أن نعلم أن كلّ شيءٍ مبتدع ليس من الإسلام، فحقيقته قبيحٌ وخبيثٌ، وإن سموه بأسماءٍ جميلةٍ (كعيد الحب)!!!....
فعصرنا الّذي نعيش فيه هو عصر:

الكذب، والدّجل، والتّلبيس، على النّاس بامتيازٍ... فقد سموا:
الرّبا... فائدة
الخمر... مشروبات روحية
الزّنا... حرية شخصية
النّفاق... مجاملة
الكذب... دبلوماسية
التّمسك بالإسلام... تعصبٌ وإرهابٌ
الانفلات من الإسلام... تقدم وحضارة
ذكرى الفجور والدّعارة... عيد الحبّ!!!...

بعض المخالفات الشّرعيّة الّتي يشتمل عليها الاحتفال بما يسمى عيد الحبّ

أيّها المسلمون والمسلمات: في الرابع عشر من فبراير، من كل عامٍ ميلاديٍّ يحتفل بعض النّاس بما يسمى بعيد الحب....!!! والأصح أن يسمى بحادثه مقتل الدّعوة فالنتاين... وأيًّا كانت حقيقة هذه القصة -لاختلاف الرّوايات- فإنّنا كمسلمين، لابد إلا أن نحذر من بعض المخالفات الشّرعيّة الّتي يشتمل عليها الاحتفال بما يسمى عيد الحبّ والّتي منها:

أولًا: فيه تقليدٌ للنصارى، فالمسلم مأمور بمخالفتهم... قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «من تشبه بقومٍ فهو منهم» [رواه أبو داود 4031 وقال الألباني: حسن صحيح].
(وهذه مناسبة نصرانيّة..... كما هو معلوم...!!)

ثانيًا: فيه الكذب والدّجل، فإنّ إطلاق اسم (عيد الحب) فيه ترغيبٌ وتلطيفٌ لحقيقة هذه العادة الفاجرة....

ثالثًا: فيه الفجور والرّذيلة، فالواقع المشاهد عن هذا اليوم يؤكد أنّه أصبح يومًا لإظهار الفجور... وممارسة الرذيلة... والمجاهرة بها علنا... وفي وضح النّهار...كما تتناقل ذلك وسائل الإعلام.

رابعًا: فيه تشويه لحقيقة المحبة في الإسلام، فالإسلام لم يحارب الحب ولا المحبين، ولكن نظم هذه العاطفة في إطارها المسؤول، فمن أحبّ امرأةً فعليه مباشرةً خطبتها من ذويها، والزّواج منها، وبعدها ليمارس حبه في الجهر والعلن على هدًى من كتاب الله -تعالى- قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الرّوم: 21]، وسنّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم، ولا يكن: كخفافيش الظّلام، وسراق الليل الّذين يمارسون شهواتهم في خلسة من أعين النّاس.







خامسًا: فيه فتح لباب الزّنا، فالإسلام حرّم الّزنا... وحرّم كلّ ما يؤدي إليه ... محافظة على الأنساب، وعلى البقاء المجتمع المسلم متحابًا متماسكًا... قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا} [الإسراء: 32].

سادسًا: فيه مخالفة للمنهج الإسلاميّ المستقيم، فقد أثبتت الإحصائيات أنّ الزّواج القائم على التّعاليم الإسلامية، أثبت وأدوم، وأنّ الزواج الّذي يسبقه علاقة بين الزّوجين (أو ما يسمونه بالحبّ) زواجٌ فاشلٌ في معظم الأحيان... فالغالبية السّاحقة لهذا الزّواج عاقبته إلى الطلاق؛ لأنّ هذه العلاقة مبنية على سخط الله -تعالى-، إضافة إلى أن الكذب والتّدليس يكون سيد الموقف بين الطّرفين بسبب: الشّهوة أو الطّمع... وبعدها تظهر الحقائق.

تنبيهٌ هامٌّ: كل علاقة بين الرّجل والمرأة خارج الإطار الشّرعيّ، تكون المرأة (واقعيًّا) هي الخاسر الأكبر....
فانتبهي يا أختاه.. واحذري يا بنيّتي..
قال -صلّى الله عليه وسلّم-: «... ألا لا يخلون رجلٌ بامرأةٍ إلا كان ثالثهما الشّيطان...» [رواه التّرمذي 2165 وصححه الألباني].

ملاحظةٌ هامّةٌ جدًّا:

عقوبة الزنا في الإسلام على المرأة والرجل متساويةٌ، بينما في أعراف الّناس وتقاليدهم ليست كذلك، فيستصغرونها من الرّجل، ويستعظمونها من المرأة... ألا ساء منا يحكمون...!! فأين عدالة البشر، من عدالة الله -سبحانه وتعالى-...!!؟؟ وأين قوانين النّاس، من شريعة الإسلام...!!؟؟

سابعًا: فيه انسياق وراء الشّائعات الحاقدة والهدامة، فالفاسدون والمفسدون من أصحاب: الإعلام.. والأقلام .. يزينون هذه الموبقات مكرًا بالأمّة، وحقدًا عليها...

تحذير:

يحرم بيع وشراء وإهداء ما يخص هذه العادة الفاجرة، بنية الاحتفال بها من: ورود..... وقلوب..... وبطاقات...... وهدايا... وغيرها....

لا تعارض بين رقة المشاعر .... وطاعة الله -تعالى-:

المسلم عندما يحذر من هذه العادة وأمثالها ويعتزلها، ليس لأنّه لا يملك إحساسًا أو شعورًا، أو لأنّه جافٌّ أو قاسٍ، كما يحلو لكثير من المنافقين والأذناب، اتهامه بذلك..
بل الإسلام هو الّذي علم الإنسان رقة الشّعور والرّحمة، قال -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]. وإنّما ينهى عن هذه العادة -كما ذكرنا سابقًا-؛ لأنّ الإسلام نهى عنها، ومن ثمّ فالمسلم مامورٌ أن يكون عبدًا مطيعًا لله -تعالى وحده لا شريك له-، وليس عبدًا ليهودٍ أو نصارى.. إضافة إلى ما تحوي هذه العادة من أمور: ضارةٍ.. فاسدةٍ.. مدمرةٍ.. وإن حاول هؤلاء الخونة، ترغيب المسلمين بها، وتصويرها على أنّها أمرٌ إنسانيٌّ جميلٌ..!! فالمؤمن كيسٌ فطنٌ.

نداء

نهيب بالآباء والأمهات.. والمدرسين والمدرسات وكافة القائمين على وسائل الإعلام في: الإذاعة والتلفزيون، والصحف والمجلات.. تحذير أبنائنا وبناتنا... من هذه العادات: المحرمة.. والفاجرة.. والخبيثة...
قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التّحريم: 6].

دعاء

نسأل الله -سبحانه وتعالى-، أن يحفظ أبناءنا وبناتنا، وجميع المسلمين والمسلمات من هذه المعاصي.. والشرور... والمنكرات... وأن يجعلنا جميعًا من الّذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه... إنّه وليٌّ ذلك والقادر عليه...

وأخيرًا .. إليكم فتوى الشّيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في 5/11/1420هـ

السّؤال: انتشر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحب -خاصة بين الطّالبات- وهو عيد من أعياد النّصارى، ويكون الّذي كاملًا باللون الأحمر(الملبس والحذاء) ويتبادلن الزّهور الحمراء... نأمل من فضيلتكم الجواب بيان حكم الاحتفال بمثل هذا العيد، وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور، والله يحفظكم ويرعاكم.

الجواب: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته... الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
الأول: أنّه عيدٌ بدعيٌّ لا أساس له في الشّريعة.
الثّاني: إنّه يدعو إلى العشق والغرام.
الثّالث: أنّه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التّافهة المخالفة لهدي السّلف الصّالح -رضي الله عنهم-، فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيءٌ من شعائر العيد، سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التّهادي أو غير ذلك، وعلى المسلم أن يكون عزيزًا بدينه، وأن لا يكون إمعةً يتبع كلّ ناعقٍ.
أسال الله -تعالى- أن يعيد المسلمين من كلّ الفتن، ما ظهر منها وما بطن وأن يتولانا بتولية وتوفيقه... انتهى

الإسلام كلّه خيرٌ... وما عداه شرٌّ:


وختامًا... أيها الإخوة والأخوات... لابد أن نعلم:
أن ما هو موجود لدى غيرنا وليس عندنا (كعيد الحب المزعوم) ... فإنّما هو بلاءٌ عافانا الله -تعالى- منه...
وأن ما عندنا وليس عند غيرنا (من الكتاب والسنّة)... فإنّما هو إكرامٌ وتشريفٌ من الله -عزّ وجلّ- لنا...

فالحمد لله على نعمة الإسلام
وجزاكم الله خيرًا والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مركز وذكر



No comments:

Post a Comment