Tuesday, February 11, 2014

موضوع تخوفات حول انتشار سرطان الثدي بالمملكة امة اقرا


تخوفات حول انتشار سرطان الثدي بالمملكة




رصدت الأوساط الطبية تزايداً ملحوظاً في انتشار الأورام ممزوجة بمخاوف واضحة من تضاعف تلك الأرقام في السنوات القليلة المقبلة، ويعتبر سرطان الثدي من أكثر الأورام شيوعاً بين النساء على مستوى المملكة.

في هذا الحوار نرصد أبعاد هذا الورم "سرطان الثدي" ومدى انتشاره ودور الكشف المبكر في مواجهة هذا المرض، مع الدكتورة ميسون العبيد إستشارية علاج أمراض النساء والولادة وسرطان الثدي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي.

بداية ماهي معدلات انتشار هذا المرض في المملكة؟ وما هي أخر الإحصاءات في هذا الصدد؟
في الحقيقة إن معدلات انتشار سرطان الثدي في المملكة تبقى وفق نسب الإصابة العالمية أو أقل مقارنة ببعض الدول، إلا أن هناك تخوف شديد من تزايد في معدلات الإصابة خلال السنوات القليلة القادمة، إذ أشارت الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة السعودية إلى أن عدد حالات الإصابة بالسرطان في المملكة المبلغ عنها 13254حالة حسب السجل السعودي للأورام لعام 2009م، بمعدل 85.5 حالة لكل 100.000 مواطن، ويعتبر سرطان الثدي الأكثر شيوعاً على مستوى المملكة عند النساء ويليه سرطان القولون والمستقيم، ومن المتوقع أن تتضاعف حالات السرطان بحلول عام 2020م وتصبح ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030م، وبالتالي ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عنه، وكذلك كشفت إحصائية طبية حديثة أنه يتم تشخيص امرأة كل دقيقتين مصابة بالسرطان، وأن هناك حالة وفاة كل 13دقيقة بسبب هذا المرض على مستوى العالم.

هل لكِ أن تطلعينا أكثر على ماهية هذا المرض؟
سرطان الثدي هو نمو غير منضبط وغير طبيعي مع تكاثر الخلايا الغير مكتملة النمو في أنسجة الثدي مع انتشار تلك الخلايا عن طريق مجرى الدم أو الأوعية اللمفاوية.

ماهي مراحل الإصابة به؟
يبدأ السرطان في الغدد أو القنوات الحليبية، ثم ينتقل إلى أجزاء الثدي المجاورة ثم إلى الغدد اللمفاوية ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الرئتين والكبد والعظام.

ماذا عن الأسباب؟
إن السبب الرئيسي للإصابة غير معروف حتى الآن ولكن يمكن أن تتدخل عدة عوامل في ذلك ومنها العامل الوراثي والبيئي والغذائي والهرموني، وأهم عاملين للإصابة به العمر والجنس حيث تزيد الإصابة عند المرأة بنسبة 200مرة عن الرجل، كما أنها تزيد لدى النساء اللاتي تجاوزت أعمارهن 50سنة بنسبة 400مرة عنه لدى النساء الأقل من 20سنة، كذلك هناك أسباب أخرى كحبوب منع الحمل وعدم أو قلة الرضاعة الطبيعية والعلاج بالهرمون التعويضي وذلك عند إستعماله لمدة تزيد عن 8سنوات.

كثير من حملات التوعية هدفها الأساسي الكشف المبكر عن المرض، فما أهمية ذلك؟
تكمن أهمية الكشف المبكر عن أورام الثدي لأنه لا توجد أي أعراض في البداية ومن ثم القدرة على العلاج في أقل وقت دون الدخول في تعقيدات العلاج الكيميائي والجراحي وغيرهما، كما أكدت كثير من التوصيات الطبية على ضرورة إجراء فحص الماموجرام بشكل روتيني للكشف المبكر عن أورام الثدي وتجنب الكثير من المشكلات الناتجة عن الإصابة.

حدثينا عن فحص الماموغرام؟
الماموغرام هو فحص عن طريق الأشعة السينية ذات الطاقة المنخفضة للحصول على صورة في منتهى الدقة والوضوح لتشخيص أورام الثدي مهما صغر حجمها، وتعتبر الطريقة المثالية لاكتشاف المرض قبل ظهور بوادره أو أعراضه بسنوات عديدة قد تصل إلى ثلاث سنوات وخاصة إذا أضيف فحص الموجات فوق الصوتية (التراساوند) لهذا الفحص، علاوة على أن التصوير بالماموغرام آمن وليس له أي آثار ضارة، كما أنه أكثر الفحوصات حساسية ودقة لكشف السرطان مبكراً بسنوات عديدة قبل ظهور الأعراض. ويعتبر فحص الماموغرام ذو أهمية كبيرة خاصة للنساء اللاتي تجاوزن الخامسة والثلاثين ويفضل إعادته كل ثلاثة سنوات، أما عند وجود أنسجة مشتبه في إصابتها يفضل إجراؤه مرة كل 12-18 شهر.

أكثر ما تخشاه السيدات عند طرح فكرة العلاج من أورام الثدي العلاج الكيميائي واستئصال الثدي، فماذا تقولين في ذلك؟
بالطبع فإن الخوف عند السيدات يكون عادة من التدخل الجراحي واستئصال الثدي وفقدان عضو هو عنوان الأنوثة عند المرأة، والحقيقة أن استئصال الثدي لم يعد هو القاعدة، والتقنيات الحديثة تعمل على إستئصال الورم فقط لكن لكل حالة وضعها الخاص بها، وأهم ما في الأمر الأكتشاف المبكر لأن هذا يساعد على تجنب العمليات الكبيرة وإستئصال الثدي. ويعتمد العلاج أساساً على حجم ومكان الورم في الثدي وعلى نتائج الأبحاث المعملية ودرجة الورم نفسه وكذلك على سن السيدة وصحتها العامة، وهل الغدد الليمفاوية تحت الإبط أصبحت محسوسة أم لا، وكذلك على حجم الثدي ودرجة انتشار الورم، وتتدرج وسائل المعالجة من العلاج الموضعي ويشمل الجراحة والعلاج الإشعاعي، وهناك العلاج الشامل ويضم العلاج الكيمائي والهرموني والمناعي والبيولوجي ويمكن أن تخضع السيدة لنوع واحد من العلاج أو لأكثر.

هل للجراحات التجميلية دور بعد العلاج من الورم؟
بالتأكيد للعمليات التجميلية دور كبير ومؤثر في إعادة الثقة بالنفس للمريضة، إذ إن عملية إعادة بناء الثدي تساعد المريضة في الحصول على المظهر الأنثوي من خلال التماثل بين الثديين مما يعيد لها الشعور بالثقة في النفس والإحساس بالأنوثة، وتصلح هذه العملية لأى إمرأة تعرضت لتجربة استئصال الثدى فى الماضى نتيجة لوجود تورمات وكذلك من تعاني من تورمات سرطانية بالصدر وتحتاج لاستئصالها سواء جزئياً أو كلياً.



No comments:

Post a Comment