Sunday, February 9, 2014

موضوع أرواح تائهة في موج الحياة....بقلمي امة اقرا


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



هنا في هذه المساحة الصغيرة سأرسم لوحتي و سألونها بشخصيات عرفتها في حياتي كان لها اثر كبير


لوحتي حقيقية لست البطلة و لكنني روائية تدون ما رأته من ابطالها

فلتتابعوا معي ..

الـــــــــــــى الانثى الاستثنائية التي شجعتني صموتي قاهرهم اهدي لك اول رواية اكتبها

الـــــــى الرائعة انثى السحاب اشكرك على كل شيء عزيزتي فانتي طاقة دفعتني للكتابة



غاليتي تراشيق الخفاء اسمحي لي بشرف وضع سحرك و نثره كمقدمة لروايتي ..

أرواح تائهة في موج الحياة

خيمة بيننا...

تعب بيننا ..


وكلام لـــــــــم يصل


أشتهي تعبي

أشتهي روح فجرتني صدى

أرتاء شجر للحنين

يحضنها المنهكون

ودالية باكية ..

تستقبل الاغنيات الهجينة

يرتد صداها للصدر


وجع بيننا

مسكون بالفواصل

بقلم الساحرة تراشيق الخفاء

البارت الأول ...

طفولة بذكريات طاعنة

مستلقية على ظهرها تنظر للسقف و ترسم عليه افكارا مرعبة و مجنونة : ماذا لو لم يتعافى؟؟
ماذا لو خطفه الموت مني؟ كيف ستكون حياتي بعدها؟
طردت الافكار التي تسللت الى عقلها و قفزت بمرح كأنها تريد تمثيل الفرح او انها تغصب نفسها عليه
فقد صارت الابتسامة ترسم بالعنف على وجهها الصغير ملامحها الطفولية البريئة عيناها المتلألئتين من حجز الدموع فيها فمها المتورد من كثرة كتم الشهقات و خدودها التي رسمت الدموع طريقا عليها........
كلها ملامح طفلة لم تتجاوز العقد العاشر من عمرها طفلة ارهقها التفكير و الالم
بخطوات بطيئة و ابتسامة خبث كانت تسير على اطراف اصابعا لتفاجئه بقبلة حنونة على خده.
التفت اليها بحنان و امسك يديها الصغيرتين ليقبلها بحب تام
كانت وحيدته طفلته الصغيرة ثمرة حبه و كل ما بقي له من زوجته المتوفاة كان يحمل همها فهو يعلم ان ما بقي له ليس بالكثير فامعائه تكاد تنتهي من كثرة القص الذي كان نصيبه بعد كل عملية جراحية ذلك الكيس القذر المربوط في جانبه الايسر
يذكره دوما بقرب وقت رحيله ما يؤخر حدوث ذلك ان اجله لم يحن بعد كتم دمعة خائنة في عينه و رسم ابتسامته المعهودة
و سحبها لحظنه.
استنشقت عطره بكمية كبيرة اخترقت قلبها كأن وظيفة القلب حفظ العطور و الروائح و رغم انه كان من نوع رخيص الا انه بقي المفضل لديها مدى الحياة .
هل تعرفون ان للابوة عطر؟ هل شممتم عطر الابوة يوما ؟ هو عطر مصنوع من زهور العشق و اي عشق اقوى من عشق البنت لوالدها؟ اخطأ الكتاب و الفلاسفة في تفسير معناه .ذلك العطر مكتوب عليه بالحروف الكبيرة الواضحة هنا مصنع الحنان و كتب بجانبه صنع في جنة الحب الطاهر مميزات العطر انه غير منتهي الصلاحية استنشاقة واحدة تنزع الهم و الغم مشكلته انه لا يباع بل عطية من رب العالمين.
في مصنع الحب ارتمت و غطت وجهها في حظنه الدافئ تتوسل ذلك القلب النابض ان لا يتوقف يوما عن النبض رفع رأسها اليه و قال:
حبيبتي الا تكفين عن دلالك؟ ستصبحين يوما امرأة ناضجة و قد لا اكون بقربك يومها و تتزوجين, الرجال لا يحبون المرأة الفارطة الدلال.
ردت بتمرد عهده منها كلما بدأ في وصاياه التي كثرت هذه الايام: لن اتزوج فلا اريد ان ابتعد عنك و لا اريد حضنا بديلا عن حضنك ستكون بقربي ان شاء الله دوما فكف عن تقديم نصائح الشيوخ فلست الا شابا يافعا ينضح حياةً
نظر اليها و قال في نفسه و اي حياة يا بنيتي انني احتضر.
لم يكن يعلم ان احتضارها اشد من احتضاره فاحتضار الحي لموت حبيبه اشد الما من احتضاره لموته ذلك ان الحالة الثانية هي مفارقة الروح الجسد و الاولى مفارقة الروح الروح.
قطعت جلستهما الصامتة الناطقة الما عجوز انهكت السنين جسدها و رسمت التجاعيد حكاية امرأة شهدت الكثير عيناها القاسيتين الجامدتين لم تعد تعبران عن اية مشاعر لا احد يفهمها
وقفت سلمى لتقبل رأس جدتها او بتعبير اصح رأس الجماد الواقف امام الباب
بينما ابتسم الاب علي في وجه امه هو يعرف سبب جمادها يعرف سبب قسوتها على نفسها فاي ام ترقص على احتضار فلذة كبدها؟
بعبارة قاسية كانها تحمل همومها لتلك الطفلة الصغيرة التي تقف امامها:
سلمى عمتك تحتاجك اذهبي لرؤيتها.
ردت كاتمة غيضها: فلتطلب ذلك من صفية
الجدة بغيض اكبر: صيفية مريضة اليوم
قاطع الاب علي الحرب التي كانت تندلع في غرفته مقاطعا ابنته من رمي قنبلة اخرى:
حبيبتي احضري لي بوضة معك
هنا حسم الامر و تغير غيضها الى سرور فروحها طلب منها شيئا ليأكله
ابتسمت و توجهت لعمتها التي القت عليها وابلا من الشتائم التي لا تنتهي
خخخخخخخخخخ هي الان نائبة عن صفية هل امتلككم الفضول لمعرفة صفية؟؟
صفية تلك البنت الصغيرة ذات الشعر الاشقر و السيقان الحافية النحيلة ضعف جسمها غطى جمالها المسلوب المسروق من عنف المحيطين بها هي ضحية مجتمع لا يرحم ثمرة لحب فاسد كريه تزوج والداها بعد قصة حب وبعد اكتشاف اخوالها للقصة اجبروا والدها من الزواج من امها و اي زواج يستمر بعد الغصب و التهديد كانت ام صفية وردةانتهى عطرها بسبب علاقتها بزوجها قبل زواجهم فقد اشتم كل رائحتها الطيبة و ذبلت بين ايدي ذلك المزواج فلا تتذكر صفية عدد زوجات والدها فهن كالنعال يتغيرن كل فترة رمتها امها انتقاما لوالدها بين ايديه ظانة ان وجودها سيمنعه من الزواج و فعل هو نفس الشيء فالقى مسؤليته على امه زهرة عمة سلمى
لتتفنن هذه الاخيرة في تعذيب البنت الصغيرة التي جعلت منها خادمة مطيعة.
خرجت سلمى من الشقة التي تكرهها تلك الشقة من عمارة فوق صخرة كبيرة في العاصمة نوافذها تطل على مقام الشهيد بالجزائر بخطوات سريعة تخطت الشارع للتوجه الى السوق الكبير في الحي المقابل كانت تمتلكها فوبيا من السيارات رغم صغر سنها ما زالت تتذكر تفاصيل ذلك الحادث الذي اخذ جزءا من روحها معها
اخذت نفسا طويلا و قطعت الشارع و الافكار تاخذها كالمد و الجزر لم تشعر بنفسها الا و هي تقف امام البائع مدت له بالورقة التي كتبتها لها عمتها و استمرت في نوبة تفكيرها لتعود للواقع على سؤال البائع:
اضيفها لقائمة المشتريات الاخرى؟ أمن ستدفعين الان؟
قالت : بل اضفها للباقي و سيأتي عمي في المساء ليحاسبك
ابتسم البائع : تفضلي
الدهشة الغضب الضحك كلها مشاعر متناقضة كانت من مصير سلمى لما رأت عدد الاكياس الموجودة امامها و جاء في بالها سؤال واحد؟ هل تحضر عمتي عزيمة كبيرة ام انها تحاول عقابي بسبب موقفي معها؟ حملت كومة الاكياس تجرها تارة و ترميها تارة اخرى تدوس عليها احيانا تذكرت المثلجات: سحقا كيف ساحمل المثلجات معي ؟رمت الاكياس امام محل للمثلجات و دخلت لتختار علبة كبيرة على ذوق والدها لتنصدم بفرقة من الكلاب تتجسس على محتويات الاكياس المرمية امام المحل طردتهم بعنف و رجعت تواصل رحلة حربها معهم و ضحكة شماتة مرسومة على وجهها لما وصلت للشقة تنتظر انتقامها من عمتها.
فتحت العمة الباب ملقية وابلها المعتاد من الشتائم و الكلمات الجارحة لكن سلمى تعودت عليها فلم تعد الا روتينا يوميا فلو غيرت عمتها من طبعها لكان هنا العجب العجاب .
العمة زهرة: الحمد لله على سلامتك يا اميرة الكل لماذا اسرعتي في الرجوع؟ كان الاولى ان تمشي على مهل اكثر كأنك زرتي المريخ .........
دخلت سلمى عند والدها تاركة العمة وحدها كانت طريقتها لرفع ضغطها قاعدتها جواب الاحمق السكوت عليه .
صفية..
حمى كبيرة غزت جسددها النحيل بين احلامها ترى امها المحرومة منها ترى اسرة حلمت فيها طول عمرها كانت امها تجلس على كرسي هزار و هي بين احضانها تقرأ لها قصة هنسل و قريتل الطفلان الصغيران اللذان اغراهما بيت الحلوى لتمسك بهما العجوز الشمطاء و تحاول طبخهما لا تعلم صفية لماذا تحس انها هنسل و هبة اختها الصغيرة قريتل و لكن الفرق واضح فهنسل و قريتل المذكوران في القصة اختارا الذهاب لبيت العجوز الشمطاء اما هي و اختها هبة رمتهما الظروف على جدتها العجوز الشمطاء فحياتها من بعيد تبدو كبيت الحلوى في القصة شهي لذيذ من الخارج قاس من الداخل طفلة منبوذة يتمنى الجميع عدم وجودها لكنها تظل افضل حال من اختها هبة المرمية في مركز المعاقين ذنبها انها ولدت مشلولة.
وسط احلامها تسلل صراخ فضيع الصوت مألوف كان صوت العجوز الشمطاء جدتها زهرة حتى باحلامها تحسدها تمنعها من احضان امها اي قسوة هذه يا جدتي؟؟ اي امرأة انتي الا يكفيني حرمان الام و الاب؟ حتى باحلامي؟؟ و اي يتيم اكثر الما من يتيم الام و الاب و هما حيان؟
كانت صفية تحسد سلمى فاقل شيء ان امها متوفاة اقل شيء انها طفلة بذكريات سعيدة
اما هي فذكرياتها كوابيس.
جدتي زهرة انقلعي من حلمي فلم اشبع من حظن امي.
الصوت يرتفع و يرتفع اكثر صداع لا يطاق اصوات ترتفع
لا ليس حلما انه حقيقة ,فتحت عيونها بتثاقل تحاول تمييز الاصوات .
في الصالة مصدر الصراخ
العمة : يا حيوانة ما هذا ؟؟ طلبت منك شراء خضر و فواكه لا احضار اكياس قمامة
سلمى تصرخ و شعرها بين يدي العمة : ابي ابي لااااااااا
العمة : قلت طمااااااااااطم اثنين كيلو طماطم لا عصير طماطم قلت لحمة للطبخ لا للكلاب
الظاهر انك ورثتي طباع امك في الغباء
هنا كأن الدنيا انقلبت رأسا على عقب كأن رصاصة اخترقت قلب سلمى دفعت عمتها بكل قوة و بدأت بالصراخ الا امي الا امي
يد ضخمة ارتفعت لتتوجه كمدفع قوي الى خدها الصغير اغمضت عيونها مسلمة للواقع منتظرة حرارة الصفعة لكن لا شيء هل اصبح المها النفسي اكبر من ان تحس بصفعة يد من فولاذ؟؟
هل اصبح الوقت بطيئا؟؟ مرت الثواني لكن الصفعة لم تصل بعد هل زاويتها كبيرة الى هذا الحد؟ هل ستكون 180 درجة لالا قد تكون 360 درجة درسنا اليوم ان 360 درجة كاملة توقفت عن مراجعة حساباتها و قررت فتح عيونها لترى سدها المنيع يقف بينها و بين المراة الفولاذية ووجه احمر من الغضب يده على مكان عمليته يقف بتمايل انه ابي عزوتي و تاج رأسي هكذا فكرت او هكذا صرخت في نفسها
الاب علي: الى هنا و كفى البنت اليوم ستذهب عند اخوالها و لن اسامحك ابدا ان اذيتي ابنتي بكلمة او جرحتها يوما.



No comments:

Post a Comment