Sunday, February 9, 2014

موضوع وجوب العناية بحقوق الله امة اقرا



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




الحمـــد لله الذي أيقظ الغافلين ، ونفع بالتذكرة المؤمنين ، فلم يشتغلوا

بالدنيا وحدها بل جمعوا بين الدنيا والدين وعرفوا ما لربهم من الحق،

فقاموا به قيام الصادقين ، أحمده حمد الحامدين ، وأشكره وأستعينه ،

فهــو نعم المولى ونعم المعين، وأشهـــد أن لا إله إلا الله الملك الحق

المبين ، وأشهــد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى الأمين ،

اللهم صل وسلم على محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .



أما بعـــد : أيها الناس ، اتقوا الله حق تقواه لتفوزوا بنعيمه ورضاه ،

فـإن الله خلقكم لمعرفته وعبادته ، فطوبى لمن قام بحق مولاه ، فحقه

عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا بــــه شركا خفيا ولا جليا ، وأن تحققوا

المتابعة والإخلاص ، ويكـــون الله وحده لكم ناصرا ووليا ، فتداركوا

أعماركم بالتوبة النصوح ، وإصــلاح الأعمال قبـــــل اخترام النفوس

وحضور الآجال ، قبل أن تقول نفس يا حسرتي على مــــا فرطت في

جنب الله وطاعة ذي الجلال ، كيــف تغترون بالدنيا وقــد أمدكم بعمر

يتذكر فيـه من تذكر وجاءكم النذير ؟! وقد علمتم أن الأجــــل ينطوي

والإنســــان في كل لحظة يرحل ويسير ، يا عجبـــا لنا نضيع أوقاتنا

- وهي أنفس ما لدينا - باللهو والبطالات، وقد جعلنا الدنيا دار قرار،

وإنمـــا هـــي دار العمل والتزود واغتنام الخيرات ، يا عجبا تستوفي

جميع مراداتك من مولاك ولا تستوفي حقه عليك، وأنت متبع لهواك،

وتعرض عـن مولاك وقت الرخاء والسراء ، وتلجأ إليه حين تصيبك

الضراء ، أكرمك وقدمك على سائر المخلوقات ، فقدمه فـــي قلـبك ،

وقدم حقّه على كل المرادات ، من أقبل على ربه تلقاه ، ومــــن ترك

لأجله وخالف هواه عوضه خيرا مما تركه ، ورضـي عنـــه مولاه ،

ومـن قدم رضى المخلوقين على رضاه فقد خسر دينه ودنياه ، ومن

أعرض عن ذكره فإن له معيشة ضنكا ، وذلك بما قدمت يداه، ومـن

توكل عليه صادقا من قلبه ، يسر له أمره وكفاه ، { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ

يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }
الطلاق 2-3 ،

وحفظه من الشر وحماه { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء

فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ } فصلت46



No comments:

Post a Comment