Saturday, February 8, 2014

موضوع حياة «أم» في دار للمسنين امة اقرا






تجلس وحيدة، تحدق بنافذة تبقيها مفتوحة علها تجلب لها امالا عاشت عليها منذ سنوات
فهي بعد ان اوصدت ابواب الحب والعطف وغابت عن حياتها، تتمسك بمجرد نافذة تعلق
عليها ما تبقى لها من احلام ، علها تلمح ابنا لها او ابنة يقصدانها بعد غياب طال احرق
قلبها وهي وحيدة .
لماذا كان قدرها مؤلما بعد تعب، حياتها قدمتها بكل ما تملك ووهبتها لهم(...) لم تتوان عن
رعايتهم وحبهم .
بعد هذا العمر والسن ،لم تجد من ينظر اليها ، نظرة محبة ولا من يرعاها .
لم تعد قادرة ، على السير خطوة من خطواتها، باتت كاطفالها الذين طالما امسكت بايديهم
عندما مشوا او زحفوا ، باولى خطواتهم خوفا من ان يقعوا مرات ومرات، فاحتضنتهم وهم
تخلوا عنها اليوم(..) غادرتها ايديهم بدلا ان تكون سندا لها ، لما تبقى لها من ايام .

غربة مع انفسنا
اي حزن واي حياة ، التي نعيشها في غربة مع انفسنا وفي انتظار الاتي دون ان ياتي ؟
تقلب صور ذكرياتها فلا تجد الا ما هو جميل لابناء وبنات كانوا يتسللون ليلا الى احضانها
خائفين يتلمسون الحنان والامن منها فتنسى تعبها وشقاءها تحضنهم فتشعر انها ملكت
العمر.
كلما تقدم بها العمر سنوات كانت تشعر بضيقهم وتململهم من حق السنوات على اجسادنا
التي ترسم اثار العمر يوما بعد يوم فكانت تمضي بألمها الى ما لا يدركونه فتصمت خوفا
من ان تصبح عبئا عليهم لكن حتى صمتها مع ذاتها لم يشفع لها فكان قدرها معهم ان
تعيش في غرفة في دار ليست دارها تشترك مع الاخريات بذات القدر لكنها تشعر انها
تستحق اكثر من ذلك تستحق ان تراهم تشعر بوجودهم بجانبها ولو بكلمة تاتي في
الصباح « كيف اصبحت ِ يا امي» حُرمت من كلماتهم ومن وجوههم لم تعد تملك سوى
الانتظار لكن كم تبقى من عمرها لتعيش مع الانتظار ؟
فأي قلوب هي التي يمكن لها ان تستحق ان تحيا وهي قد زرعت كل هذا الالم بقلب الام!
اي راحة يمكن ان ينشدها ابن وقد اوصل بيديه امه الى دار للمسنين ؟
سوف تعودين لرؤيتهم يوما ما وسوف يقصدون دارك الجديدة لكن ليشاهدوك جثة امامهم
وقد تبكي عيونهم عليك ِ وانت في موتك صامتة كحياتك قد تشعرين بدموعهم وتقولين بينك
وبين موتك ... « لا تبكوا ... فدموعكم غالية على قلبي « لتتصالحي اخيرا مع انتظارك
وتدركي ان النافذة اغلقت الى الابد ؟



:ta7a_51::ta7a_411:
.



No comments:

Post a Comment