Monday, February 10, 2014

موضوع بنصر النصر انتصرت امة اقرا




«الحياة إما مغامرة جريئة أو لا شيء على الإطلاق»، هذه إحدى العبارات التي آمنت بها وترجمتها في كثير من المواقف، كان آخرها إعلاني عن ميولي الرياضية، وهو ما اعتبره البعض خطوة جريئة بالنسبة لإعلامية، فيما وصفه آخرون محاولة البحث عن الشهرة، أو اعترافاً سأخسر بسببه شريحة واسعة من المتابعين!!

لا أحتاج مزيدا من الشهرة
النكتة الساخرة (الشهرة) التي سأبحث عنها، وأنا أقدم برنامجا في قناة عدد مشاهديها لا يقل عن 30 مليون متابع «عربي» في أسوأ الظروف!! علما بأن البرنامج الاجتماعي الذي أقدم كثيرا ما تفوق على البرامج الرياضية والإخبارية والمسلسلات وغيرها في القناة نفسها، نظرا لتنوعه وثقة شريحة كبيرة من المشاهدين فيه.. وهنا لست بصدد سرد نجاحات البرنامج المتتالية التي جعلته يتصدر الدورات البرامجية لأكثر من 8 سنوات، ولا أريد أن أسرد عدد متابعيّ في مواقع التواصل مجتمعة، التي حظيت فيها بأكثر من ثلاثة ملايين متابع، و15 مليون مشاهدة، وهو دليل انتشار واضح.. ليس استعراض قوى ولا تبريرا ولا غرورا..
لكنها الصدارة التي باتت تؤرق كثرا.. نعم متصدرة ولا أحتاج شهادة أحد، ومن يبرر ميولي الرياضية بالبحث عن الشهرة «أحمق»، مع كامل احترامي وعدم مودتي، فليسخر طاقاته للنظر لغيري ممن يلهثن وراء شهرتك المزيفة، فأي شهرة أريد بعد هذه الملايين التي تابعتني قبل إعلان ميولي؟!


ماجد عبدالله وحكايتي مع النصر
التقيت مصادفة الأسطورة ماجد عبدالله قبل 4 سنوات من اليوم بصحبة عائلته في أحد المراكز التجارية في دبي، ولم أكن أعلم حينها أنه لاعب مشهور، اعتقدت أنه محلل رياضي.. حينها نشرت الصور التي تبادلناها في موقع «فيسبوك» قبل ثورة «تويتر»، وإذا بالجميع يتحدث عن أسطورة سعودية، وعن رجل قدم الكثير لنادي النصر.. استغربت مما يحدث وتوجهت إلى العم «غوغل» وبدأت أقرأ عنه، وعن نادي النصر ووجدت نفسي أبحر في المنتديات لساعات، وأنا أقرأ عن رجل لا يتكرر، ووفاء الجماهير لناد يدعى النصر ويمر بحالة من إعادة بناء الذات إن صح التعبير.. ومنذ ذلك الوقت حرصت على متابعة أخبار النادي أولا فأولا، حتى شعرت بأنني أحب هذا الفريق، وأراهن وأتحدى على فوزه أو خسارته، تماما كما أفعل إذا لعب منتخب النشامى أو مدريد.. ناهيك أنني صحافية، شاء من شاء، محسوبة على التجربة السعودية، ويتوجب علي أن أطلع على جوانب مختلفة في هذا المجتمع، بحكم طبيعة عملي في قناة سعودية، وبرنامجي الموجه للسعوديين أولا وللعرب كافة، ثانيا ناهيك أنني لطالما أردد أن الصحافي لا يملك جنسية بل قضية.. كذلك هي الرياضة.. فمتعتها ليست حصرا على «س أو ج» «الإقليمية الضيقة»، وثقافة التقليل من الآخر ثقافة عديمي «الإدراك» والثقة بالنفس..

نعم انتصرت..
يبدو أن الصدارة وعبارة «متصدر لا تكلمني»، باتت تسبب حساسية مفرطة لبعض «المتحلطمين» الذين لا يتوقفون عن محاولة استفزازي، ومحاولة إيقاعي بمستنقع التعصب، وأعدهم «لن يحصل هذا أبدا»، علما بأن إعلان الميول لفريق لا يعني مهاجمة آخر أو شتمه أو سبه، كما أن الحديث عن إرهاق أو ضعف وحقائق ليس «هرطقة» بل نظرة واقعية..
اتهمني أحد الصحافيين الرياضين أنني «واقعة من براشوت على الرياضة السعودية»، أعترف لست صحافية متخصصة بالرياضة، وهذه آخر طموحاتي مع احترامي له، لكن المشجع يبحث دائما عن أخبار ناديه، فما بالك عندما يكون هذا المشجع يعد برنامجا اجتماعيا أشبه بالمجلة الأسبوعية التي تضم السياسة والطب والتكنولوجيا والرياضة والفن؟
أردت أن ألقنه وغيره درسا لا ينسى، كعادتي التي ترافقني إن قلل أحدهم من شأني، ونعم فعلت.. تحديت الجميع على فوز النصر بـ 2 - 1 في نهائي كأس ولي العهد، ولم أكتف بهذا، بل حصلت على تشكيلة الهلال والنصر، وكنت أول من ينشرها في مواقع التواصل، معلنة أنها التشكيلة الرسمية والنهائية.. أما في برنامجي فقد قدمنا تغطية خاصة للقاء الرياضي الذي حظي بمتابعة عربية كبيرة، وكنت أسأل نفسي قبل اللقاء ماذا لو خسرنا؟ لكن مهلا النصر هزم.. سامي لاعب ومدرب وإداري، وفاز هو على النصر كلاعب وإداري، فهل سيتمكن من هزيمة النصر ليفعلها كمدرب ويسدد فواتيره؟! وهذا ما لم يحدث..
سألت نفسي أيضاً ماذا لو فاز الهلال، يتوجب علي أن أدفع ألف ريال عن كل بطولة بحسب الرهان، إذ يقول زميلي علي الغفيلي إن الهلال يملك 54 بطولة! بحثت في المواقع الرسمية واستنتجت أن تاريخ بطولات الأندية السعودية غير موثق من الجهات الرسمية، فلا يمكن أن نصدق أرقاما من مشجعين ونصادق عليها، وهي صادرة من قلوب محبة تحاول تكبير وتفخيم من تحب.. ومع ذلك قبلت التحدي لأن رهاني على كارينيو كان كبيرا، له عام ونصف مع النصر، لعب مع الهلال قبل كأس ولي العهد ثلاث مرات، فاز أول مرة (1 - 0)، أما في الثانية فقد تعادل مع الهلال، وآخرها فاز (2 - 1)، وهذا ما توقعته أن يسجل فوزا جديدا في ظل المعنويات المرتفعة مع تصدر الدوري، وفي قول آخر الفريق الذي لم يخسر منذ سنة.. وبهذا الفوز الأخير عاد النصر إلى منصات التتويج من جديد..
استبعدت قبل الفوز في النهائي أن يتأثر النصر في مشواره في الدوري مهما كانت النتيجة، لأنه سيلتقي بعد ستة أيام من النهائي فريقا متواضعا إن صح التعبير، وهو الفيصلي، ويجلس في المركز الثالث عشر في الدوري، بعكس الهلال الذي يقابل بنفس الفترة الشباب، وهو خصم قوي ويحقق مركزا متقدما.
الفوز قادم لا محالة للنصر وبنتيجة كبيرة، هذا ما أراه مع خصمه المنتظر الفيصلي في الدوري، أما الهلال فسيثبت في المباراة القادمة مدى تأثره بالخسارة سواء سلبا أو إيجابا..


الوفاء في زمن عزّ فيه الوفاء
كثيرا ما تأملت هذه الحياة وتأملت الناجحين والفاشلين فيها، فوجدت بينهم قاسما مشتركا وهو التحدي.. فالناجح يتخطى التحديات الموجودة، والفاشل يتوقف مع أول تحد يواجهه.. وهكذا هي كرة القدم كرة التحديات والمواجهة والإصرار.. وجمهورها جمهور الوفاء والنصر والأمل.. صغير وكبير.. شخصيا أعشق التحديات وأبحث عنها، وهذا ما جعلني أعشق الرياضة الشعبية الأولى منذ الصغر.. أو ربما لأنني أيضا الفتاة الوحيدة في أسرتي بين إخواني الشباب، لذلك أغرد كثيرا في مواقع التواصل عن عشقي لريال مدريد، وذكريات أيام «الحارة»، عندما كنت ألعب كرة القدم بصحبة أولاد الجيران، وأجمع نقاط المشروبات الغازية لأستبدل بها كرة قدم من توقيع روبرتو كارلوس أو رنالدو أو زين الدين زيدان!! اعتزلوا ولم أعتزل حب ريال مدريد، وأتابعه في أغلب مبارياته، حتى إنني حققت واحدة من أحلامي بمتابعته في الملعب عن قرب!! رغم تراجعه وضعف أدائه لفترة، ونعم تعاركت مع كل من قلل من قيمة فريقي الذي أحب، أو حاول استفزازي بعبارات التعصب والشتم.. لكن هؤلاء أشخاص لا يعرفون معنى التشجيع الحقيقي في كرة القدم، ولا تستطيع النقاش معهم في مواضيع الوفاء والحب لأنهم ببساطة لم يجربوا فعليا هذا الشيء..
وأكثر ما يروق لي هذه الأيام انتصار النصر، ورد فعل جمهوره، يعجبني هذا الوفاء ودموع الفرح التي ترقرقت في عيون كثر، ربما أحببت النصر من شخص التقيته قبل أربع سنوات، لكنني اليوم أعترف أنني احترمه بكيانه وجمهوره، لأنه أثبت فعلا لا قولا أنه جمهور الوفاء.. فهنيئا للجميع.. والقادم أجمل.
شكرا للنصر بنصرك انتصرت!

م | ن



No comments:

Post a Comment