Wednesday, February 12, 2014

موضوع ملكإت من الشرق : «أليسار» .. ابنة الساحل السوري التي بنت قرطاجة امة اقرا





ملكإت الشرق «أليسار» ابنة الساحل

أليسار - أميرة من الساحل السورية ابنة « متّان » الأول ملك صور 850-821ق.م
ووالد « بيجماليون » حين شعر « متان » بدنو أجله أوصى أن تشترك « أليسار »
في الحكم مع أخيها بيجماليون , لما كانت عليه من حدة ذكاء ,وقوة ارادة , ودهاء سياسي ,
اما « بيجماليون » فهو الاسم الاغريقي للاله السوري - الفينيقي الجميل « بومباي » ,
وهو اله ساحلي بحري انتشرت عبادته في مساحة جغرافية شكلُها مثلث قائم الزاوية ,
يبدأ من اللاذقية إلى قبرص ثم إلى صور, و « بيجماليون »
هذا اسمه في المصادر الاغريقية pygmalion كان ملكاً على جزيرة قبرص ,
وكان نحاتاً بارعاً قضى شطراً من حياته عازباً يبحث عن الحب ,
إلى أن صنع تمثالاً عاجياً لامرأة عارية جميلة فأسقط حبه للمرأة
على هذا التمثال الذي احيته له « افروديت » استجابة لابتهالاته ,
فكانت « غالاتيا » التي تزوجها وولدت منه « بوفاس » مؤسس مدينة « بافوس »
القبرصية التي حملت اسمه , وقد صار « بيجماليون »
النحات وحبه للمرأة التي صنعها موضوعاً اثيراً لدى فناني النهضة والباروك ,
ومنهم « بوشيه »و« فالكونيه » .‏
- تكنى « بيجماليون » الامير السوري- الساحلي فيما بعد بهذا الاسم
ورفض أن تشاركه اميرة الحكم وشاركه الشعب في ذلك ,
فرضخت « أليسار » للامر الواقع وتزوجت « زيكار - بعل » كاهن الاله « ملقرت » في صور ,
وكان في الوقت نفسه عمها , وهو يعرف في المصادر الاغريقية باسم« اسربال ,او سيشربال » .‏
- طمع « بيجماليون » بثروة عمه , وزوج اخته , الهائلة , كاهن الاله « ملقرت »
لان « ملقرت » تبوأ رئاسة مجمع آلهة الساحل حوالي القرن العاشر قبل الميلاد ,
وقد امتدت عبادته على طول الساحل حتى اوغاريت وقد تردد اسمه كثيراً في
نصوصها ومثيولوجيتها , وكان يقام له في ربيع كل عام عيد كبير يعرف باسم « بعث ملقارت »
يدوم خمسة ايام , وكانت الغاية من هذا العيد اعادة بعث الحياة في هذا الاله بواسطة النار ,
وكانت معابده منتشرة ليس على طول الساحل السوري فقط ,
بل في جميع المستوطنات الفينيقية في حوض البحر الابيض المتوسط
حتى وصلت إلى جانبي «جبل طارق ».‏
كرّس له « احيرام » ملك صور معبداً خاصاً , وكان ملوك « صور » يتبارون في تمجيده
وتقديم النذور له , وظهر رسمه على نقود مدينة « صور » في القرن الخامس قبل الميلاد ,
وقد صوروه بوجه ملتح يخترق الأمواج على ظهر حصان البحر ,
لذلك ليس غريباً أن يطمع « بيجماليون » بالثروة الهائلة لهذا الكاهن ,
فعمد إلى قتله ليحصل عليها .‏
عاشت أليسار فترة من الزمن غير عالمة بمقتل زوجها إلى أن قرر أخوها اغتيالها ايضاً ,
فظهر لها شبح زوجها في الحلم وأعلمها بما فعل أخوها وبنيّاته السيئة نحوها ,
ونصحها بأن تهرب مع كنوزها فهربت « أليسار » ,
خلسة مصطحبة معها جميع الكنوز , وحاشية مؤلفة من خيرة العائلات المخلصة لذكرى زوجها ,
كاهن ملقارت .‏
ابحر المهاجرون إلى قبرص , و وافق كاهن عشتروت على مرافقتهم لقاء
الحصول على رئاسة الكهنوت بصورة وراثية في عائلته ,
واصطحب الموكب معه ثمانين فتاة من مختلف المناطق الساحية ليقمن بدور العذارى المقدسات ,
ويؤمن استمرارية الطقوس الدينية لتقاليد الساحل السوري .‏
عند وصول أليسار وجماعتها إلى الشاطىء الافريقي ,
رحب بهم وفد من سكان السواحل السوريي الاصل « الفينيقيون » والمقيمين في « اوتيكا »
يصحبهم جماعة من السكان الاصليين .‏
وانشأ المهاجرون مدينة جديدة سموها « قرت - جدة » اي«القرية - الجديدة »
ثم ادغم هذا الاسم وصار فيما بعد في التاريخ « قرطاجة » ثم « قرطاج » .‏
تغنّى « فرجيل » بقصة « أليسار » واطلق على هذه الأميرة اسم « ديدو - أو ديدون »
وتروي « إنياذته » قصة طريقة وعجيبة عن دهاء وحنكة هذه الأميرة السورية ,
مفادها أن « أليسار » عندما هبطت إلى الارض طلبت من السكان المحليين
أن يهبوها قطعة أرض مساحتها جلد بقرة , وبعد أن وافق السكان على طلبها هذا ,
اتت بجلد البقرة وقصته شرائط رفيعة جداً ,
ثم وصلتها فحصلت على حبل يبلغ من الطول ما يكفي لاحاطة مساحة كافية لبناء مدينة كاملة ,
فأنشأت قرطاجة التي سرعان ما ازدهرت ,
وقد حسدها ملك الشعب الصحراوي « لابراس » وطلب يدها ليتزوجها ,
لكنها أصرت على الوفاء لذكرى زوجها الأول ,
وعندما هددها آثرت الانتحار ملقية نفسها في المحرقة بين اللهب ,
وقد هزت تضحيتها هذه الشعب , فرفعها إلى مصاف الآلهة ,
وأقيم لها معبد قرب المرفأ واقترن اسمها باسم افروديت وعشتروت ,
اما « فرجيل » فقد تجاهل التوقيت التاريخي والفاصل الزمني بين سقوط طروادة
وتأسيس قرطاجة وهو 300 سنة ونسج اسطورة تربط بين ديدون و تأسيس روما ,
اذ جعل اينياس البطل الطروادي الهارب وأحد اقطاب مؤسسي روما يحط مراسيه
في قرطاجة وتنشأ بينه وبين « ديدون » علاقة حب اغتاظ لها « لارباس »
فدعا الالهة أن تصرفه من طريقه فأمرت « اينياس »
بالرحيل وهكذا غادرت قرطاجة دون اذن من « ديدون » فانتحرت عندئذ .‏
دخلت أسطورة « أليسار » السورية ,
ابنة الساحل البارة وجدان الفنانين في عصر الكلاسيك الحديث,
فاتخذ من اسطورتها الفنان« برنارسيس غورين »
في القرن التاسع عشر موضوع لوحة جميلة له ,
وقد شكلت هذه اللوحة إحدى موضوعات صورة الغلاف .‏
يقول التاريخ أن قرطاجة تأسست عام 914 ق.م في موقع غير بعيد عن تونس ,
العاصمة الحالية لدولة تونس , لكن التاريخ الحقيقي لتأسيس هذه المدينة ما يزال موضع نقاش ,
اذ لم يعثر فيها على أي أثر سابق لعام 750 ق.م .‏
كانت قرطاجة على اتصالات دائمة مع صور , المدينة الأم ,
وقد ظلت مدة تدفع حصة لمعبد ملقارت الصوري لكن انحطاط صور وتدميرها عام 332 ق.م
على يد الإسكندر , أنهت تبعية قرطاجة لهذه المدينة ,
وبدأت تفرض سيطرتها على المستوطنات الفينيقية في غربي البحر الأبيض المتوسط
حتى امتدت سلتها إلى جزيرة كورسيكا« 535 ق.م »
وازدهرت تجارتها في شواطىء اسبانيا« القرن السادس والخامس ق.م »
وجزر الباليرو وسردينيا .‏
بدءاً من القرن الخامس قبل الميلاد ,
شرعت قرطاجة تنطوي على نفسها واستبدلت بتوسعها التجاري البحري توسعاً زراعياً داخلياً ,
ثم اشتبكت في حروب دامية مع اليونان دامت أكثر من قرن ,
عرفت في التاريخ باسم « حروب قرطاجة » وانتهت بتدمير قرطاجة كلياً عام 146 ق.م
وازالتها من الوجود بصورة وحشية جداً .‏






No comments:

Post a Comment