Monday, February 10, 2014

موضوع رحلة فى القبر امة اقرا


رحلة القبر s120146132814.jpg

دخلت كعادتها إلى الفراش بعد شقاء يوماً طويل فى العمل، وكانت دائما ما تشعر بسعادة بالغة عند وصولها لمرحلة النوم فهى نهاية ليوم كان يحمل بين طياته الكثير من الأحداث المريحة والمزعجة، وفجأة قبل أن تغفو عينها وجدت هالة بيضاء قد أخفت كل شئ حولها فلم تعد تستطيع أن ترى معالم غرفتها وظهر أمامها شىء غريب لم تكن رأته من قبل ومن شدة الخوف حاولت أن تصرخ ولكن ما هذا لقد التف لسانها للداخل فأفقدها النطق وتحجرت عيناها وتسارعت دقات قلبها، فأيقنت إنه قابض الأرواح وقد أتى بعد أن حان ميعاد رحيلها، وقبض روحها وبدأت عائلتها فى مراسم دفنها ولكن العجيب أنها كانت تسمع كل شىء حولها ولكن لا تستطيع أن تجيب نداءهم أو تهدئ من روعهم وحزنهم، وبالأخص أمها التى دعت الله أن تموت فى هذه اللحظة وتدفن قبل ابنتها، ولم يكن يكدر فكرها إلا ظلمة القبر فكم باتت ليالى تطاردها هذه الظلمة الموحشة وتحرم عليها النوم فكانت تتعجل الشروق حتى تنتهى مخاوفها، ولكن الآن وقد باتت بينها وبين هذه الظلمة خطوات ما هى بفاعلة كيف تهرب ؟ وأين المفر ؟ ها هم يقتربون من وضعها داخل باطنه المظلم، يا إلهى إنهم يهيلون عليها التراب وهى مازالت تسمع خطوات أحبابها وتتمنى أن يسمعوا نداءاتها ألا يرحلوا ويبقوا بجانبها لعلهم يؤنسوا وحدتها، ما هذا؟ إن الأرض ترتفع تحت رأسها حتى استقامت فى جلستها، وإذا بهم يسألونها الملكين، من ربك ؟ وما دينك؟ ومن الرسول الذى بعث فيكم ؟ وأحل الله العقدة من لسانها وقالت ربى هو الله ودينى الإسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم هو رسولى، فقالا لها هلمى مع حارس عملك، فتعجبت هل سآخذ كتابى؟ قالا كتابك يوم القيامة، اليوم سترين عملك الذى سيصاحبك فى قبرك .. ومشت مع حارس عملها وإذا بغرفة مكتوب عليها الشرك بالله وتنفست الصعداء قبل أن يفتحها الحارس، فهى مؤمنة بالله ولم تشرك به قط، ويا لهول ما رأت بعد أن فتحها الحارس !! إذا برؤوس شياطين تملئ الغرفة فأبتعدت وارتعدت وسألته ما هذا ؟ فأجاب هذا ما اعطيته رشوة لكى يعطيكى حق غيرك، وهذا حلفتى بالإثم له، وهذا بددتى أمانته، فصرخت وقالت إغلق هذا الباب لقد هلكت لا محالة، فمروا على باب الصلاة فهدأت نفسها وتذكرت إنها لم تترك صلاة فى حياتها فطلبت ان يفتح لها الباب وهى مطمئنة، فإذا بغرفة مظلمة إلا جزء صغير يتسلط عليه الضوء، فقالت ما هذا، قال هذا الضوء هو صلاتك الذى خشع فيها قلبك لله وباقى الغرفة .. قالت لا تكمل لقد فهمت فلم تكن جوارحى تسجد معى لله لقد أخذتنى الحياة وانا اعيشها وضيعتنى بعد ان تركتها، ومروا على غرفة يطلق عليها عقوق الوالدين ، فابتسمت عندما تذكرت أمها ودعواتها لها بعد ان كانت تقبل يديها كل يوم، ولكن !!!! ها هى تسمع صرخات مفزعة كادت ان تفتك بها من هولها، فهرعت وهى تستفسر منه، فقال لها إنها صرخاتك فى وجه أمك عند نصيحتها لكى، وما هذا الماء العكر ذو الرائحة النتنة، قال لها إنها دموعها منك، فقالت يا ويلى ليتك قتلتينى قبل أن أعوقك .. ومرت بغرفة الفتنة، فترددت وهى تقول له إفتحها فإذا بصديقاتها واقاربها وقد تحول جسدهم لحم نتن بشع الرائحة فصدمت، فقال لها هؤلاء نتاج جلسات النميمة ستأكلى هذا اللحم يوم القيامة ، ومرت بغرفة طاعة الزوج، ورغم إنها كانت تحيا معه حياة رائعة إلا إنها لم تأمن لما بداخل الغرفة، وهاجمتها حيات سامة متوحشة كادت ان تفتك بها لمجرد ان فتح باب الغرفة فنظرت له فى رعب ! فقال لها لقد كنت تكفرين العشير وتنكرين كل خيره لك مع اى مشكلة وتشوهين سمعته بين الناس ولم تأمنى سره وغيبته ، فقالت ليتنى طلبت منه ان يسامحنى لكن كبريائى وغرورى منعنى وها انا أدفع الثمن، وهكذا مرت بغرف عملها وقد سكن الياس فى قلبها وعلمت إنها من الذين قال الله فيهم (( وهم يحسبون إنهم يحسنون صنعاً )) وفى نهاية الطريق سألته وماذا بعد ؟ قال لها سيأتى معك إلى قبرك كل الذى رأيتيه من نتاج عملك وسيصاحبك فيه إلى يوم القيامة ، وبدأ يفتح الأبواب كلها وإذا برؤوس الشياطين والصرخات والظلام والماء الراكد واللحم النتن والحيات السامة وغيرها يلاحقونها إلى قبرها وهى تجرى مهرولة صارخة رب إرجعون لعلى أعمل صالحاً، رب ارجعون لعلى أعمل صالحاً، وظلت تقولها حتى سمعت أذان الفجر ففتحت عيناها فإذا هى بغرفتها ويكاد قلبها يخرج من مكانه من شدة نبضاته، وعلمت إنها كانت تحلم، لا إنه كابوس، لا لا إنه إنذار من ربى، حمداً لله إننى رجعت لعلى أعمل صالحاً ترضاه.




vpgm tn hgrfv





No comments:

Post a Comment