Monday, February 10, 2014

موضوع فرصة حُب #_بقلمي امة اقرا






















لَيسَ أمرَاً سَهلاً أن يَقَع الرَجُل الشَرقِي فِي الحُب
فَهُوَ رُغمَ ألاعِيبِه وَ مَكرِه وَ كَذبه أحيَانَاً
إلا أنّهُ حِينمَا يَقَعُ فِي الحُب يُصبِحُ رَجُلاً آخَر
أنَا رَجُلٌ لَم يُخلَق لِيُحِب
أمّا هِي خُلِقَت لِتُعشَق , خُلِقَت للحُب
إصطِدَام الضِد بِالضِد فِي شَرعِيّةة الهَوَى
إمّا أن يُثمِرَ عِشقَاً أبَدِيّاً
أو يَنتُجَ عَنهُ دَمَارَاً عَاطِفِيّاً لِكِلاَ الطَرَفَين
حَدِيثِي عَنهَا لَم يَكُن إعلاَنَاً لِتَمَرّدِي عَلَى الأعرَاف وَ التَقَالِيد
وَ لَم يَكُن بِدَاعِي الإنفِتَاح
وَ لاَ أقصِدُ بِهِ مُمَارَسَة حُرّيَة التَعبِير
الأمرُ بِبَسَاطَه هُوَ أنّنِي لاَ أجِدُ شَيئَاً يَستَحِقّ الحَدِيثَ عَنه غَيرَهَا
قَد يَكُون ضَربَاً مِنَ الجُنُون
أن أخفِي جُنُونِي بِهَا خَلفَ سِتَار العَقلاَنِيّة المُزَيّفَه
فَ أنَا بِهَذَا التَصَرّف قَد عَالَجتُ الجُنُونَ بِالجُنُون
وَ هَذَا أمرٌ يُثبِتُ لَهَا أنّنِي مُتَيّمٌ بِهَا
إلَى دَرَجَةٍ تَجعَلُنِي أثِقُ تَمَامَاً أنّنِي عَاشِقٌ مَعَ مَرتَبَة الشَرَف
نَعَم , لَم أكُن أعتَقِد أنّنِي سَأستَسِيغُ طَعمَ الحُب
لَكِن تِلكَ الفَتَاه إمتَلأت بِالجَمَال حَتَى فِي تَفَاصِيلِهَا الصَغِيرَه
تَبتَسِم , فَ تُزهِرَ الطُرُقَات وَ تَسمُو الطَبِيعَة بِإبتِسَامَتِهَا
تَسِير , فَ تَتّسِعُ المَسَاحَه وَ تَقصُرَ المَسَافَه وَ تَتَرَنّمُ الأرضُ مِن وَقعِ خُطُواتِهَا
تَتَنَفّسُ الطُهرَ شَهِيقَاً وَ زَفِيرَا
لاَ أملِكُ عُذرَاً مُقنِعَاً يُحَقّقُ لِي رَغبَتِي فِي مُخَاطَبَتِهَا
وَ لاَ أملِكُ جُرأةً تَجعَلُنِي أتَحَرّر مِن خَجَلِي لِ أعتَرِف لِهَا بِعَظِيم مَحَبّتِي
أكتَفِي بِمُرَاقَبَتِهَا فَقَط
وَ فِي كُل يَومٍ أرَاهَا تَزدَادُ جَمَالاً
مَلاَمِحَهَا الطُفُولِيّه تَبدُو فَاتِنَه جِداً فِي لَحَظَات صَمتِهَا وَ هُدُوءهَا
لَكِنّها تَبدُو أكثَر فِتنَةً عِندَمَا تَشعُرُ بِ الإرهَاق وَ التَعَب
وَ الغَرِيبُ فِي الأمر أنّهَا فِي لَحظَة ضَجَرِهَا وَ بُكَاءِهَا تُصبِحُ أعجُوبَة الجَمَال
أعتَقِد أنّهَا " فَتَاةٌ مِن تُربَة الفِردَوس "
لَستُ مِمّن يُبَادِرُونَ فِي مَوَاقِفَ مُمَاثِلَه
لَكِن أعتَقِد أن الأمرَ يَستَحِقُ المُجَازَفَه وَ التَجرُبَه
إرتَدَيتُ مِعطَفِي ذَاتَ مَسَاء
وَ خَرَجتُ سَائِرَاً لِمَقَرّ عَمَلِهَا , أُمَنّي النَفسَ وَ أحَآوِل السَيطَرَة عَلَى تَعَآبِيرَ وَجهِي خَوفَاً مِن آثَار التَوَتّر
وَصَلتُ بَاكِرَاً , بَقِيتُ سَاعَةً أُمعِنُ النَظَر فِي العَآمِلِينَ هُنَاك
رَأيتُهَا مُنهَمِكَه فِي عَمَلِهَا
إقتَرَبتُ مِنهَا قَلِيلاً , فَكّرتُ فِي آدَآء تَحِيّةٍ مِن نَوعٍ خَاص لَعَلّي أن أستَرعِيَ إنتِبَاهَهَا
وَقَفتُ بِالقُربِ مِنهَا وَ أنَا فِي غَايَة التَوَتّر وَ الإرتِبَاك
فَ جَمَالهَا وَحدَه يُعتَبَر سَبَباً كَافِيَاً لِتلكَ الأعرَاض , فَضلاً عَن رَهبَة المَوقِف
حِينَمَا هَمَمتُ بِ تَحِيّتِهَا
دَخَل عَلَيهَا شَابٌ ثَلاثِينِي , قَد تَأنّق بِشَكلٍ مُلفِت
إحتَضَنَها وَ قَبّلهَا وَ قَال : لاَ تَتَأخّرِي هَذَا المَسَاء يَ صَغِيرَتِي
إبتَسَمَت لَهُ وَ قَالَت : إنتَظِرنِي قَلِيلاً , سَأخرُجَ مَعَك الآن
إبتَسَمتُ إبتَسَامَة مَن لاَ حِيلَةَ لَه وَ عُدتُ أدرَآجِي
أسِير بِخُطُواتٍ تَآئِهَه وَ ثِقِيلَه
أضَعُ كِلتَا يَدَيّ فِي مَعطَفِي وَ أركُلُ الأحجَار وَ أفكّر فِي أمرِي
وَصَلت لِمَنزِلِي
إتّكَأتُ عَلَى جِدَارِه قَلِيلاً
خَرَجَت جَارَتِي العَجُوز , إقتَرَبَت مِنّي
قَالَت : مَا بِكَ يَا بُنَيّ ؟
نَظَرتُ إلَيهَا وَ إبتَسَمت , قُلتَ : لاَ شَيء , فَ أنَا غَدَاً سَأعُود لِ بِلاَدِي
وَ أشعُرُ بِ الحَنِين لَه فَقَط
تَمَنّت لِي التَوفِيق وَ دَخَلت مَنزِلَها
وَ أنَا بَقِيتُ أندُب حَظّي
وَ أيقَنتُ أنّنِي لاَ أستَحِقُ أحَدَاً
[ إنتَهَى ]
.
.
.
سَـآخر !





























No comments:

Post a Comment