Monday, February 10, 2014

موضوع الناصية ووظيفة الفص الجبهي للدماغ امة اقرا



قراءت بحث علمي للتعريف بالناصية
فاحببت مشاركتكم للاستفادة منه

هذا ملخص له


ورد في القرآن الكريم ذكر الناصية
- وهي مقدمة الرأس أو الجبهة _

في آيتين من سورة العلق،
وربطت الأولى منها بين الناصية والتحكم في اتخاذ القرار،
في قوله تعالى:
{..
لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِية}
(سورة العلق:15).

ووصفت الآية الثانية، ذات الناصية بالكذب والخطأ
في قوله تعالى:
{
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئةٍ}
(العلق: 16).

ووصفتها آية أخرى بأنها مكان القيادة في المخلوق الحي وبها جماع أمره كله،
قال تعالي:
{
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
}
( هود:56).

كما أشارت إلى هذا المعنى آيات أخرى وأحاديث نبوية كريمة.

أقوال اللغويين والمفسرين لهذه النصوص
ظهر لنا أنها تشير إلى الحقائق التالية:-

- وصف ذات الناصية وصفا حقيقيا بالكذب والخطأ،
فمعنى ناصية كاذبة خاطئة: أي كاذبة في قولها خاطئة في فعلها

وبهذا يمكن القول بأن الناصية كما تطلق على العظم الجبهي،
يمكن أن تطلق أيضا على ما يستتر خلفه من الفص الجبهي للدماغ،
حيث إنه الجزء والمكان الذي يمكن أن يوصف بهذه الأوصاف وصفا حقيقيا،
ويتحقق العمل فيه بظاهر النص من غير حاجة إلى تأويل أو مجاز،
وتعبير إسناد الوصف أو الفعل لشئ والمراد ما فيه تعبير شائع في القرآن الكريم،
ولا أدلّ على هذا من
قوله تعالى (
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الّتِي كُنّا فِيهَا وَالّعِيْرَ الّتِيَ أَقْبَلْنَا فِيهَ)
[يوسف آية 82 ]

فلا يوجه السؤال إلى مباني القرية أو إلى ذوات العير،
وإنما للناس داخل هذه القرية والمصاحبين منهم لهذه العير

كما أن مفهوم النص في قوله تعالى:
(ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها )

وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث
(ناصيتي بيدك )

يؤكد هذا المعنى حيث تشير النصوص إلى أن الجزء المختص
بقيادة الدواب كلها وتوجيهها- وعلى رأسها الإنسان ـ
يخضع لهيمنة الله وسلطانه.

وهذا الجزء لابد أن يكون في الدماغ حيث هو العضو المختص بتسيير
شئون الدواب والسيطرة على تصرفاتها.

وبما أن النصوص سمت هذا الجزء بالناصية
فلابد أن يشمل الجزء الأمامي من الدماغ الذي يقع خلف مقدمة الرأس

بناء على ذلك فإن مفهوم النصوص يتيح لنا أن نقول بأن الناصية
بما تحوى من الفص الجبهي للدماغ هي مكان القيادة والتوجيه للسلوك والتصرفات الإنسانية.

- حرية الاختيار متاحة للإنسان
وهي مرتبطة كما يفهم من الآية بالناصية،
أي بالفص الجبهي للدماغ، فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يمكن أن
يتحكم في سلوكه وفق ضوابط التصرفات القولية والفعلية
- من الصدق والكذب والخطأ -
لذا قال ربنا سبحانه: (لئن لم ينته لنسفعن بالناصية)

أي لئن لم ينته عما يقول ويفعل وينزجر، لنأخذن بناصيته أخذاً عنيفاً.
وربما يشير هذا التهديد بقطع أو فصل الناصية، لأن السفع هو الجذب الشديد.

بناء على ما سبق نصل إلى الاستنتاج
بأن التحكم في الحركات والأفعال الإرادية تكمن في الفص الجبهي
وأن البرامج الحركية تزود بها القشرة الحركية من الفص الجبهي من خلال القشرة
قبل الحركية.

ومن المعروف أن قشرة الدماغ
هي المكان الذي يقوم بجميع الوظائف الواعية أو الإرادية الحركية
وعليه فإنه يمكن القول باطمئنان:
إن قشرة الفص الجبهي هي المسؤولة عن إرسال القرار الحركي الإرادي لأجزاء الجسم.
بما في ذلك حركة اللسان بنطق الألفاظ،
وحركة الرأس والعينين لتركيز النظر في اتجاه وغرض محدد،

بناء على ما ترسخ فيها من معلومات مسبقة
والتي تتمثل في فطرة الله أو فطرة الإيمان، وما اكتسبته من معلومات خارجية أخرى
لتوجيه وضبط السلوك والتصرفات.

لذلك يمكن أن نقول:
إن حمل أمانة التكليف أو حرية الاختيار للأقوال والأفعال
تكمن في الفص الجبهي للمخ أو الناصية والله أعلم.


يتبع




No comments:

Post a Comment